لقد أثبتت الوقائع والأحداث التي مرت بها إيران ‘والمنطقة عامة‘ خلال العقود الثلاثة الماضية بما لا يدع مجالا لشك ‘ان نظام الملالي مصاب بالإدمان على خلق الأزمات و الصراعات السياسية ‘ حيث لا يترك يوما واحدا يمر دون افتعاله أزمة جديدة‘ سواء على الصعيد الداخلي أو مع محيطه الخارجي .
فمنذ ثلاثون عاما و هذا النظام يطالعنا كل يوم بأزمة سياسية جديدة يفتعلها ‘ حتى غدا ذلك أصل من أصول فعله السياسي. ومن خلال متابعة مجريات الأحداث والصراعات السياسية التي افتعلها النظام الإيراني في المنطقة ‘ يتبين ان اغلب هذه الأزمات كانت أسبابها مصطنعة وهي تأتي إما مقدمة لأحداث ينوي القيام بها ‘ أو أنها وسيلة للتغطية على فضيحة سياسية ما تتعارض مع القيم الإنسانية و قواعد العلاقات الدولية ثبت تورطه فيها ‘ و لهذا يهرع حكام طهران لافتعال أزمة جديدة يحاولون من خلالها حرف أنظار الرأي العام وإشغاله بحدث جديد للتغطية على فضيحتهم التي تم كشفها .
آخر أزمات النظام الإيراني المفتعلة ‘ وليس أخيرها ‘ موضوع تسمية الخليج العربي ‘ هذا الموضوع الذي أصبح في الأيام الأخيرة الشغل الشاغل للسلطات الإيرانية وأبواقه الإعلامية‘ التي لا يقل دورها الإرهابي دورها في حروب الملالي عن ما تقوم به فيالق الحرس الثوري من جرائم وأعمال إرهابية في داخل إيران وخارجها ‘حيث قامت طهران في الأيام الماضية بشن حملة سياسية وإعلامية غير مسبوقة حول هذا الموضوع ‘ و قد عمدت الى عقد الندوات والمؤتمرات التهريجية ‘وجندت كافة أبواقها الإعلامية لإثبات ان الخليج ( فارسي ) وليس بعربي . وقد شارك في هذه الحملة الهوجاء جميع قادة النظام الإيراني وتياراته ‘اليمينية منها واليسارية ‘ الأصولية و الإصلاحية ‘ المدنية والعسكرية ‘ ولم يبقى منهم بعير على تل إلا و جرى أشراكه في هذه الأزمة الجديدة .
وهنا ننقل تصريحات عددا من المسؤولين الإيرانيين التي اتسمت بالعنصرية الشديدة ‘ وأبرزتها وسائل الإعلام الإيرانية باعتبارها تصريحات بالغة الأهمية‘ لكي يطلع عليها المهووسون بإسلامية النظام الإيراني .
فعلى سبيل المثال‘ فقد صرح رئيس البرلمان الایراني علي لاريجاني قلا : " ان اسم الخليج الفارسي لن يتبدل ‘ وان قيام العرب بالسعي لتغيير هذا الاسم التاريخي أدى الى فشلهم أمام اختبار الجدارة ".
أما سلفه " غلام علي حداد عادل " فقد قال " منذ سنين والدول العربية ترتكب خطأ بالغا، أنهم يريدون ان يكون الخليج الفارسي عربياً لكن ان يكون لأميركا ونحن نريد ان يكون الخليج الفارسي خليجا فارسيا ‘وان ممارسات كهذه مؤشر على ضعفهم وخطأهم".
وعلى هامش ملتقى الخليج (الفارسي ) الذي عقد يوم الأربعاء الـ 29 من ابريل المنصرم في طهران وشارك فيه كبار مسؤولي النظام ‘ بمافيهم الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يزمع القيام بزيارة لعدد من البلدان العربية من بينها المملكة العربية السعودية والمغرب لتخفيف التوتر الحاصل بينها وبين بلاده ‘ فقد أطلق الملا " علي اكبر ناطق نوري " الرئيس الأسبق للبرلمان الإيراني والمفتش العام الحالي بمكتب مرشد الثورة علي خامنئي ‘ تصريحات نارية اتصفت بالعنصرية الشديدة ‘ حيث قال فيها : " لا يمكن أطلاقا تغيير اسم الخليج الفارسي و ان هذا الاسم ممتزج مع وجود كل مواطن إيراني‘ و إننا لن نتراجع مطلقا عن هذا الاسم ".
وعلى هامش الملتقى ذاته فقد صرح " علي اکبر ولايتي" ‘ وزير الخارجية الأسبق و مستشار قائد الثورة للشؤون الدولية ‘ قائلا ً : " ان الخليج الفارسي هو الهوية الوطنية للإيرانيين ويجب التصدي لكل من يسعي إلي تغيير اسم الخليج الفارسي ‘ وان مشروع تسمية الخليج الفارسي بالعربي هو مؤامرة بريطانية، حيث طرح البريطانيون من قبل هذا الأمر و زعموا بما ان السكان القاطنين على سواحله ناطقون بالعربية فيجب تسميته بالخليج العربي، في حين ان هذا التصور هو تصور فارغ ولا أساس له " .
أما اللواء يحيى رحيم صفوي ‘ القائد السابق للحرس الثوري والمستشار الحالي لمرشد الثورة ، فقد قال :" لا معنى لإيران بدون الخليج الفارسي، و ان مكة المكرمة والمدينة المنورة المرکز العقائدي للعالم الإسلامي، و الجمهورية الإسلامية الإيرانية المرکز السياسي للعالم الإسلامي موجودتان في هذه المنطقة " .
النظام الإيراني لم يكتفي بعقد المؤتمرات والندوات التحريضية ‘ و إطلاق التصريحات الإعلامية العدوانية التي شنها على القائلين بعروبة الخليج ‘بل قام بسلسلة من الإجراءات الانفعالية الأخرى المغايرة للقوانين والأعراف الدولية . فمن جزيرة كيش ( قيس) وسط الخليج العربي و بحضور الرئيس الايراني احمدي نجاد ‘جرى يوم الخميس الماضي ‘ 30 ابريل المنصرم ‘ تسجيل الخليج العربي في سجل التراث الإيراني باعتباره أثرا تراثيا طبيعيا و تاريخيا لإيران !. وقال الناطق باسم مؤسسة التراث الثقافي الإيرانية " ان الخليج الفارسي بوصفه تراثا طبيعيا – تاريخيا يتم تسجيله في قائمه التراث الوطني الطبيعي للبلاد تحت الرقم 60 " .
ولا نعلم كيف تذكر ملالي طهران الآن فقط ‘ وبعد ثلاثين عاما من حكمهم ان الخليج العربي أثراً تراثياً لإيران؟ وهذا ما لم يدعيه أيا ً من الأنظمة الإيرانية السابقة !.
لقد برر النظام الإيراني افتعاله هذه الأزمة الجديدة بأنها تأتي رداً على الموقف الأخير لبعض البلدان العربية التي هددت بعدم المشاركة في الدورة الثانية لألعاب التضامن الإسلامي التي من المقرر أن تنطلق في أكتوبر المقبل في إيران‘ حيث أكدت هذه البلدان العربية لطهران بأنها سوف لن تشارك في هذه الألعاب إلا إذا غيرت إيران الاسم المسجل على ميداليات هذه الدورة وهو ( الخليج الفارسي ) وتسجل بدلا منه اسم الخليج العربي . غير ان الهدف الحقيقي من وراء هذه الأزمة بعيدا كل البعد عن موضوع تسمية الخليج العربي ‘ إنما الأسباب الحقيقية تكمن في سعي نظام طهران لحرف أنظار الرأي العام الداخلي والخارجي عن جملة من الأحداث والمواقف التي جرت مؤخراً ( أو ربما تكون مقدمة لمؤامرات تخريبية جديدة ينوي القيام بها ) والتي أحرجت القادة الإيرانيين و أربكت فعلهم .
فمن جملة تلك الأحداث اكتشاف " خلية حزب الله " المسلحة في مصر والتي اتخذت من موضوع دعم المقاومة الفلسطينية غطاء لاختراق الأمن القومي المصري لصالح طهران . وقد شكل اكتشاف هذه الخلية ضربة قوية ليس لحزب الله وحده ‘ بل لإيران أيضا التي اعتادت نفي تدخلها في الشؤون الداخلية لمصر و زعمها الرغبة في بناء علاقات طبيعية مع القاهرة.
أما الحدث الثاني‘ فهو فضيحة استيراد البرتقال الإسرائيلي و توزيعه من قبل دوائر حكومية على سكان بعض المدن الإيرانية بعنوان هدية الرئيس احمدي نجاد ‘ وقد جرى ذلك بعد عودة احمدي نجاد مباشرة من مؤتمر " دوربان2 " الذي حاول فيه الملالي ان يتخذوا منه منبرا لشعاراتهم المعهودة ولكنهم فوجئوا بصفعة سياسية كبيرة بسبب انسحاب اغلب الوفود المشاركة من قاعة المؤتمر عندما بدأ نجاد بإلقاء كلمة بلاده. وذلك احتجاجا على ازدواجية المعايير السياسة للنظام الإيراني الذي يدين عنصرية الكيان الإسرائيلي ولكنه يمارس أفعالها .
و الى جانب تلك الفضائح فقد شكلت التصريحات التي أدلى بها احمدي نجاد " لشبكة آي بي سي الأمريكية" ‘والتي غير فيها من تصريحاته السابقة المناهضة لإسرائيل بنسبة مئة وعشرون درجة ‘ فضيحة أخرى لنظام طهران ‘ حيث أعلن نجاد عن قبول بلاده بحل القضية الفلسطينية في إطار حل إقليمي على أساس " الدولتين ". وكانت هذه التصريحات قد شكلت فضيحة للنظام الايراني و صفعة للمخدوعين به و الذين صدقوا تصريحات احمدي نجاد السابقة التي كان قد توعد فيها إزالة " الكيان الإسرائيلي " من على وجه الأرض .
النظام الإيراني يبقى نظاما صانعا للأزمات و لا يمكنه التخلي عن هذه السياسة أو التعايش مع محيطه بدونها ‘ وسوف تكشف الأيام القادمة الغاية من وراء هذه الأزمة المفتعلة بشأن تسمية الخليج العربي ‘ وما على أولي الألباب إلا المتابعة لاكتشاف المزيد من حقائق هذا النظام الذي استطاع عبر شعاراته البراقة ان يخدع بعض البسطاء من بني جلدتنا‘ رغم ان الوقائع قد أثبتت أن هذه الشعارات زخرف من القول‘ ليس إلا .
صباح الموسوي
كاتب احوازي
03/05/2009
فمنذ ثلاثون عاما و هذا النظام يطالعنا كل يوم بأزمة سياسية جديدة يفتعلها ‘ حتى غدا ذلك أصل من أصول فعله السياسي. ومن خلال متابعة مجريات الأحداث والصراعات السياسية التي افتعلها النظام الإيراني في المنطقة ‘ يتبين ان اغلب هذه الأزمات كانت أسبابها مصطنعة وهي تأتي إما مقدمة لأحداث ينوي القيام بها ‘ أو أنها وسيلة للتغطية على فضيحة سياسية ما تتعارض مع القيم الإنسانية و قواعد العلاقات الدولية ثبت تورطه فيها ‘ و لهذا يهرع حكام طهران لافتعال أزمة جديدة يحاولون من خلالها حرف أنظار الرأي العام وإشغاله بحدث جديد للتغطية على فضيحتهم التي تم كشفها .
آخر أزمات النظام الإيراني المفتعلة ‘ وليس أخيرها ‘ موضوع تسمية الخليج العربي ‘ هذا الموضوع الذي أصبح في الأيام الأخيرة الشغل الشاغل للسلطات الإيرانية وأبواقه الإعلامية‘ التي لا يقل دورها الإرهابي دورها في حروب الملالي عن ما تقوم به فيالق الحرس الثوري من جرائم وأعمال إرهابية في داخل إيران وخارجها ‘حيث قامت طهران في الأيام الماضية بشن حملة سياسية وإعلامية غير مسبوقة حول هذا الموضوع ‘ و قد عمدت الى عقد الندوات والمؤتمرات التهريجية ‘وجندت كافة أبواقها الإعلامية لإثبات ان الخليج ( فارسي ) وليس بعربي . وقد شارك في هذه الحملة الهوجاء جميع قادة النظام الإيراني وتياراته ‘اليمينية منها واليسارية ‘ الأصولية و الإصلاحية ‘ المدنية والعسكرية ‘ ولم يبقى منهم بعير على تل إلا و جرى أشراكه في هذه الأزمة الجديدة .
وهنا ننقل تصريحات عددا من المسؤولين الإيرانيين التي اتسمت بالعنصرية الشديدة ‘ وأبرزتها وسائل الإعلام الإيرانية باعتبارها تصريحات بالغة الأهمية‘ لكي يطلع عليها المهووسون بإسلامية النظام الإيراني .
فعلى سبيل المثال‘ فقد صرح رئيس البرلمان الایراني علي لاريجاني قلا : " ان اسم الخليج الفارسي لن يتبدل ‘ وان قيام العرب بالسعي لتغيير هذا الاسم التاريخي أدى الى فشلهم أمام اختبار الجدارة ".
أما سلفه " غلام علي حداد عادل " فقد قال " منذ سنين والدول العربية ترتكب خطأ بالغا، أنهم يريدون ان يكون الخليج الفارسي عربياً لكن ان يكون لأميركا ونحن نريد ان يكون الخليج الفارسي خليجا فارسيا ‘وان ممارسات كهذه مؤشر على ضعفهم وخطأهم".
وعلى هامش ملتقى الخليج (الفارسي ) الذي عقد يوم الأربعاء الـ 29 من ابريل المنصرم في طهران وشارك فيه كبار مسؤولي النظام ‘ بمافيهم الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يزمع القيام بزيارة لعدد من البلدان العربية من بينها المملكة العربية السعودية والمغرب لتخفيف التوتر الحاصل بينها وبين بلاده ‘ فقد أطلق الملا " علي اكبر ناطق نوري " الرئيس الأسبق للبرلمان الإيراني والمفتش العام الحالي بمكتب مرشد الثورة علي خامنئي ‘ تصريحات نارية اتصفت بالعنصرية الشديدة ‘ حيث قال فيها : " لا يمكن أطلاقا تغيير اسم الخليج الفارسي و ان هذا الاسم ممتزج مع وجود كل مواطن إيراني‘ و إننا لن نتراجع مطلقا عن هذا الاسم ".
وعلى هامش الملتقى ذاته فقد صرح " علي اکبر ولايتي" ‘ وزير الخارجية الأسبق و مستشار قائد الثورة للشؤون الدولية ‘ قائلا ً : " ان الخليج الفارسي هو الهوية الوطنية للإيرانيين ويجب التصدي لكل من يسعي إلي تغيير اسم الخليج الفارسي ‘ وان مشروع تسمية الخليج الفارسي بالعربي هو مؤامرة بريطانية، حيث طرح البريطانيون من قبل هذا الأمر و زعموا بما ان السكان القاطنين على سواحله ناطقون بالعربية فيجب تسميته بالخليج العربي، في حين ان هذا التصور هو تصور فارغ ولا أساس له " .
أما اللواء يحيى رحيم صفوي ‘ القائد السابق للحرس الثوري والمستشار الحالي لمرشد الثورة ، فقد قال :" لا معنى لإيران بدون الخليج الفارسي، و ان مكة المكرمة والمدينة المنورة المرکز العقائدي للعالم الإسلامي، و الجمهورية الإسلامية الإيرانية المرکز السياسي للعالم الإسلامي موجودتان في هذه المنطقة " .
النظام الإيراني لم يكتفي بعقد المؤتمرات والندوات التحريضية ‘ و إطلاق التصريحات الإعلامية العدوانية التي شنها على القائلين بعروبة الخليج ‘بل قام بسلسلة من الإجراءات الانفعالية الأخرى المغايرة للقوانين والأعراف الدولية . فمن جزيرة كيش ( قيس) وسط الخليج العربي و بحضور الرئيس الايراني احمدي نجاد ‘جرى يوم الخميس الماضي ‘ 30 ابريل المنصرم ‘ تسجيل الخليج العربي في سجل التراث الإيراني باعتباره أثرا تراثيا طبيعيا و تاريخيا لإيران !. وقال الناطق باسم مؤسسة التراث الثقافي الإيرانية " ان الخليج الفارسي بوصفه تراثا طبيعيا – تاريخيا يتم تسجيله في قائمه التراث الوطني الطبيعي للبلاد تحت الرقم 60 " .
ولا نعلم كيف تذكر ملالي طهران الآن فقط ‘ وبعد ثلاثين عاما من حكمهم ان الخليج العربي أثراً تراثياً لإيران؟ وهذا ما لم يدعيه أيا ً من الأنظمة الإيرانية السابقة !.
لقد برر النظام الإيراني افتعاله هذه الأزمة الجديدة بأنها تأتي رداً على الموقف الأخير لبعض البلدان العربية التي هددت بعدم المشاركة في الدورة الثانية لألعاب التضامن الإسلامي التي من المقرر أن تنطلق في أكتوبر المقبل في إيران‘ حيث أكدت هذه البلدان العربية لطهران بأنها سوف لن تشارك في هذه الألعاب إلا إذا غيرت إيران الاسم المسجل على ميداليات هذه الدورة وهو ( الخليج الفارسي ) وتسجل بدلا منه اسم الخليج العربي . غير ان الهدف الحقيقي من وراء هذه الأزمة بعيدا كل البعد عن موضوع تسمية الخليج العربي ‘ إنما الأسباب الحقيقية تكمن في سعي نظام طهران لحرف أنظار الرأي العام الداخلي والخارجي عن جملة من الأحداث والمواقف التي جرت مؤخراً ( أو ربما تكون مقدمة لمؤامرات تخريبية جديدة ينوي القيام بها ) والتي أحرجت القادة الإيرانيين و أربكت فعلهم .
فمن جملة تلك الأحداث اكتشاف " خلية حزب الله " المسلحة في مصر والتي اتخذت من موضوع دعم المقاومة الفلسطينية غطاء لاختراق الأمن القومي المصري لصالح طهران . وقد شكل اكتشاف هذه الخلية ضربة قوية ليس لحزب الله وحده ‘ بل لإيران أيضا التي اعتادت نفي تدخلها في الشؤون الداخلية لمصر و زعمها الرغبة في بناء علاقات طبيعية مع القاهرة.
أما الحدث الثاني‘ فهو فضيحة استيراد البرتقال الإسرائيلي و توزيعه من قبل دوائر حكومية على سكان بعض المدن الإيرانية بعنوان هدية الرئيس احمدي نجاد ‘ وقد جرى ذلك بعد عودة احمدي نجاد مباشرة من مؤتمر " دوربان2 " الذي حاول فيه الملالي ان يتخذوا منه منبرا لشعاراتهم المعهودة ولكنهم فوجئوا بصفعة سياسية كبيرة بسبب انسحاب اغلب الوفود المشاركة من قاعة المؤتمر عندما بدأ نجاد بإلقاء كلمة بلاده. وذلك احتجاجا على ازدواجية المعايير السياسة للنظام الإيراني الذي يدين عنصرية الكيان الإسرائيلي ولكنه يمارس أفعالها .
و الى جانب تلك الفضائح فقد شكلت التصريحات التي أدلى بها احمدي نجاد " لشبكة آي بي سي الأمريكية" ‘والتي غير فيها من تصريحاته السابقة المناهضة لإسرائيل بنسبة مئة وعشرون درجة ‘ فضيحة أخرى لنظام طهران ‘ حيث أعلن نجاد عن قبول بلاده بحل القضية الفلسطينية في إطار حل إقليمي على أساس " الدولتين ". وكانت هذه التصريحات قد شكلت فضيحة للنظام الايراني و صفعة للمخدوعين به و الذين صدقوا تصريحات احمدي نجاد السابقة التي كان قد توعد فيها إزالة " الكيان الإسرائيلي " من على وجه الأرض .
النظام الإيراني يبقى نظاما صانعا للأزمات و لا يمكنه التخلي عن هذه السياسة أو التعايش مع محيطه بدونها ‘ وسوف تكشف الأيام القادمة الغاية من وراء هذه الأزمة المفتعلة بشأن تسمية الخليج العربي ‘ وما على أولي الألباب إلا المتابعة لاكتشاف المزيد من حقائق هذا النظام الذي استطاع عبر شعاراته البراقة ان يخدع بعض البسطاء من بني جلدتنا‘ رغم ان الوقائع قد أثبتت أن هذه الشعارات زخرف من القول‘ ليس إلا .
صباح الموسوي
كاتب احوازي
03/05/2009
هیچ نظری موجود نیست:
ارسال یک نظر