صاحب زيارة مرشد الجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي لمدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان يوم الثلاثاء 12من الشهر الجاري ‘صخب إعلامي كبير حيث اعتبرت السلطات الإيرانية هذه الزيارة التي قام بها خامنئي لأول مرة منذ توليه منصب زعامة الدولة والثورة بعد وفاة الخميني عام1989م ‘ لمحافظة كردستان ‘على أنها مكرمة تاريخية تفضل بها خامنئي على هذه المنطقة ذات أغلبية سنية . فيما رأى فيها الكثير من المراقبين السياسيين أنها كانت محملة بالعديد من الرسائل السياسية حيث تنتظر المرحلة المقبلة استحقاقات عديدة يتوجب على طهران تقديمها ‘على المستويين الداخلي والخارجي . فعلى الصعيد الداخلي يجد المراقبون ان إيران مقبلة بعد اقل من شهر( 9 حزيران يوليو2009م) على انتخابات رئاسية وهذه الانتخابات تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لنظام الملالي الذي يحاول أظهار وجها ديمقراطيا أمام الرأي العام الخارجي من خلال هكذا مسرحيات يعرف الإيرانيون أنها مجرد غطاء شفاف لتكريس ديكتاتورية النظام الثيوقراطي الذي لا يسمح لأحد من خارج حضريته الاشتراك في هذه المسرحية التي يكون فيها الرئيس المقبل للبلاد قد تم اختياره من قبل المرشد ومجلس خبراء القيادة و مجلس ما يسمى حماية الدستور قبل ان تجري الانتخابات ويدلي الناخبون بأصواتهم . وبما ان الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة تأتي في ظل متغيرات دولية وإقليمية بالغة الدقة فقد بات يتوجب على إيران ان تكون قد رتبت أوراقها وأحكمت لعبتها لاستقبال المرحلة القادمة. و لهذا فقد أصبح نظام الملالي بحاجة ماسة لحشد اكبر عدد ممكن من الجماهير في هذه المسرحية الانتخابية لإضفاء الشرعية عليها ‘ وبما ان حضور الأكراد وأهل السنة وسائر القوميات عامة في مثل هذه الانتخابات يعد أمرا بالغ الأهمية وذلك لكونهم يشكلون الأغلبية من السكان أولا ً ولارتباط قضاياهم بالأوضاع الإقليمية والدولية ثانياً ‘لهذا تحرك رأس النظام وقام بهذه الزيارة لمحافظة كردستان و ألقى فيها خطابا ًضمنه العديد من الرسائل السياسية حسب رأي المراقبين . فبعض هذه الرسائل كما أسلفنا كانت موجهة الى الداخل وأخرى موجهة الى الخارج ‘ فعلى صعيد الداخل كان الأمر يتعلق بموقف المرشد خامنئي من المرشحين الأربعة الأبرز في هذه الانتخابات ‘الجنرال احمدي نجاد ‘ الشيخ مهدي كروبي ‘ المهندس مير حسين موسوي والجنرال محسن رضائي ‘ فرغم ادعاء حياديته إزاء كل واحد منهما إلا ان الرسائل المشفرة التي جاءت في خطابه كانت جميعها موجهة الى عنوان احمدي نجاد وهذا يدل على ان الرئيس الحالي باق في منصبه .
أما الحدث الذي كان لافتا ً في هذه الزيارة فهو موافقة خامنئي ولأول مرة منذ قيام نظام الملالي قبل ثلاثون عاما ‘ على السماح ببث أذان أهل السنة ‘ وفق المذهب الشافعي ‘عبر محطة الإذاعة و التلفزيون المحلية لتكون محافظة كردستان بذلك أول منطقة سنية يسمح فيها ببثت الأذان وفق مذهب أهل السنة عبر وسائل الإعلام الرسمية المحلية. وقد صاحب هذا القرار هجوما عنيفا ً من قبل خامنئي ضد القوى الإسلامية التي تقف في صدارة التيارات المطالبة بالحقوق المشروعة لأهل السنة في عموم إيران‘ واصفاً أيها بأنها ‘مخلة بالوحدة الوطنية و عناصر تابعة للأعداء سواء كان عن علم أو جهل ‘ على حد تعبيره. غير انه تناسى ان الذين ينطبق عليهم هذا الوصف ليست القوى والتيارات (الإسلامية السلفية) التي تطالب برفع الظلم والاضطهاد الطافي والعنصري وتحقيق المساواة ‘ وإنما هي تلك العناصر والجهات التي تعارض بناء مسجداً واحداً لأهل السنة في طهران ‘ و تلك الجماعات والمؤسسات التي تقيم الاحتفالات ( عمر كشي ) ابتهاجا باستشهاد ثاني خلفاء المسلمين وتبني ضريحا ومقاما لقاتله المجوسي أبو لؤلؤة‘ وتهدم مساجد السنة و مدارسهم الدينية‘ وتعتقل و تعدم وتشرد علمائهم ‘ فهذه الجهات والجماعات لم يتطرق لها خامنئي بتاتاً وذلك لكون اغلبها تأتمر بأمر مكتبه الخاص وبعضها الآخر تابعة لمكاتب ممثليه في المدن و الأقاليم .
ويرى المراقبون أيضا ‘ ان زيارة المرشد الإيراني خامنئي لمحافظة كردستان في هذا التوقيت بذات ‘كان لها مغزى هام بالنسبة لرسائله الموجهة للخارج حيث تحاذي هذه المحافظة كل من العراق و تركية و قد أراد خامنئي من هذه الزيارة التي امتدح فيها الأكراد وقوات البيشمركة ‘ اولا ان يغازل أكراد تركية الذين أصبحوا في الآونة الأخيرة موضع اهتمام وسائل الإعلام الإيرانية حيث كان الإعلام الإيراني قد سلط الضوء بشكل كبير و غير مسبوق على الانتخابات البلدية التركية التي جرت يوم 29 مارس 2009 في المناطق ذات الأغلبية الكردية تحديدا وهو الأمر الذي كان قد لفت انتباه المراقبين في حينه كونه قد جاء عقب النشاط السياسي التركي على الساحة العربية عامة‘و العراقية و الفلسطينية خاصة.
أما الرسالة الخارجية الثانية التي حملتها زيارة خامنئي لمحافظة كردستان فكانت موجهة للولايات المتحدة الأمريكية تحديدا والتي بدأت بتغيير خطابها تجاه النظام الإيراني وبعثت بعدة رسائله علانية تطالبه فيها ببدء حوار جاد وبناء ينهي القطيعة المعلنة بينهما . فرسالة خامنئي الأمريكية جاءت عبر الهجوم العنيف الذي شنه على التيار الإسلامي السلفي الذي يقف في صدارة القوى الإسلامية المقاومة للاحتلال في العراق وأفغانستان ‘ حيث وصف خامنئي التيار السلفي قائلا : " أن الكثير من العناصر والأفراد الوهابيين والسلفيين الذين ينفذون أعمالا إرهابية في العراق وأفغانستان وباكستان، لا يعلمون بعمالتهم "‘ و قد المراقبون ان هذا الكلام فيه مؤشرا واضحا الى حدوث نوع من الانفصال السياسي بين النظام الإيراني و تنظيم " القاعدة " ‘ وذلك بعد استشعار طهران بالخوف إزاء تنامي قوى التيار الإسلام السلفي المتمثل بحركة طالبان في أفغانستان وباكستان و ان النظام الإيراني بات مستعد للعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة أوسع واكبر مما مضى لمواجهة التيار وقواه المقاومة‘ وهذا ما يفسر أيضا النقاش الذي كان قد دار مؤخراً في البرلمان الإيراني حول المعلومات التي سربتها مصادر أمنية إيرانية لنواب في البرلمان تحدثت فيها عن حدوث اتفاق بين طهران و بعض أطراف حلف الناتو بشأن فتح ميناء جابهار الإيراني أمام تلك الأطراف لنقل مؤن ومعدات عسكرية الى أفغانستان عن طريق إقليم بلوشستان الإيراني .
علما ان حركة جندالله التي تقاتل الحكومة الإيرانية في بلوشستان هي الأخرى تحمل توجهات سلفية وباتت تشكل هاجسا امنيا وسياسيا كبيرا للنظام الإيراني وقد هددت على لسان الناطق باسمها " كمال ناروئي " أنها سوف تعترض مرور تلك المعدات والمؤن العسكرية عبر أراضي بلوشستان ما لم تجرى أطراف حلف الناتو تفاهما معها .
لذا فان زيارة خامنئي لمحافظة كردستان التي كانت محملة بالرسائل السياسية الداخلية والخارجية ‘ قد كشفت عن أمور غاية في الأهمية أولها ‘ ان الرئيس الحالي احمدي نجاد بقي في منصبه لاستكمال الدورة الثانية من رئاسته .
ثانيا ‘ ان طهران داخلة على صراع سياسي حاد مع تركية ‘ وان الأكراد سوف يكونون احد أدوات هذا الصراع .
ثالثا ‘ ان إيران سوف تتخلى عن حلفها مع القاعدة وسوف تشن حرب ضد التيار الإسلامي السلفي مقابل تحالفها مع جماعات اخوان المسلمين والتيار الإسلامي المساير .
رابعا والاهم ‘ان إيران سوف تدخل في مرحلة جديدة من العلاقات العلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية وسوف تشترك معها بحرب كاملة ضد قوى المقاومة وحركة طالبان ‘في كل من العراق وأفغانستان وباكستان .
وما خفي كان أعظم .
صباح الموسوي
كاتب احوازي
أما الحدث الذي كان لافتا ً في هذه الزيارة فهو موافقة خامنئي ولأول مرة منذ قيام نظام الملالي قبل ثلاثون عاما ‘ على السماح ببث أذان أهل السنة ‘ وفق المذهب الشافعي ‘عبر محطة الإذاعة و التلفزيون المحلية لتكون محافظة كردستان بذلك أول منطقة سنية يسمح فيها ببثت الأذان وفق مذهب أهل السنة عبر وسائل الإعلام الرسمية المحلية. وقد صاحب هذا القرار هجوما عنيفا ً من قبل خامنئي ضد القوى الإسلامية التي تقف في صدارة التيارات المطالبة بالحقوق المشروعة لأهل السنة في عموم إيران‘ واصفاً أيها بأنها ‘مخلة بالوحدة الوطنية و عناصر تابعة للأعداء سواء كان عن علم أو جهل ‘ على حد تعبيره. غير انه تناسى ان الذين ينطبق عليهم هذا الوصف ليست القوى والتيارات (الإسلامية السلفية) التي تطالب برفع الظلم والاضطهاد الطافي والعنصري وتحقيق المساواة ‘ وإنما هي تلك العناصر والجهات التي تعارض بناء مسجداً واحداً لأهل السنة في طهران ‘ و تلك الجماعات والمؤسسات التي تقيم الاحتفالات ( عمر كشي ) ابتهاجا باستشهاد ثاني خلفاء المسلمين وتبني ضريحا ومقاما لقاتله المجوسي أبو لؤلؤة‘ وتهدم مساجد السنة و مدارسهم الدينية‘ وتعتقل و تعدم وتشرد علمائهم ‘ فهذه الجهات والجماعات لم يتطرق لها خامنئي بتاتاً وذلك لكون اغلبها تأتمر بأمر مكتبه الخاص وبعضها الآخر تابعة لمكاتب ممثليه في المدن و الأقاليم .
ويرى المراقبون أيضا ‘ ان زيارة المرشد الإيراني خامنئي لمحافظة كردستان في هذا التوقيت بذات ‘كان لها مغزى هام بالنسبة لرسائله الموجهة للخارج حيث تحاذي هذه المحافظة كل من العراق و تركية و قد أراد خامنئي من هذه الزيارة التي امتدح فيها الأكراد وقوات البيشمركة ‘ اولا ان يغازل أكراد تركية الذين أصبحوا في الآونة الأخيرة موضع اهتمام وسائل الإعلام الإيرانية حيث كان الإعلام الإيراني قد سلط الضوء بشكل كبير و غير مسبوق على الانتخابات البلدية التركية التي جرت يوم 29 مارس 2009 في المناطق ذات الأغلبية الكردية تحديدا وهو الأمر الذي كان قد لفت انتباه المراقبين في حينه كونه قد جاء عقب النشاط السياسي التركي على الساحة العربية عامة‘و العراقية و الفلسطينية خاصة.
أما الرسالة الخارجية الثانية التي حملتها زيارة خامنئي لمحافظة كردستان فكانت موجهة للولايات المتحدة الأمريكية تحديدا والتي بدأت بتغيير خطابها تجاه النظام الإيراني وبعثت بعدة رسائله علانية تطالبه فيها ببدء حوار جاد وبناء ينهي القطيعة المعلنة بينهما . فرسالة خامنئي الأمريكية جاءت عبر الهجوم العنيف الذي شنه على التيار الإسلامي السلفي الذي يقف في صدارة القوى الإسلامية المقاومة للاحتلال في العراق وأفغانستان ‘ حيث وصف خامنئي التيار السلفي قائلا : " أن الكثير من العناصر والأفراد الوهابيين والسلفيين الذين ينفذون أعمالا إرهابية في العراق وأفغانستان وباكستان، لا يعلمون بعمالتهم "‘ و قد المراقبون ان هذا الكلام فيه مؤشرا واضحا الى حدوث نوع من الانفصال السياسي بين النظام الإيراني و تنظيم " القاعدة " ‘ وذلك بعد استشعار طهران بالخوف إزاء تنامي قوى التيار الإسلام السلفي المتمثل بحركة طالبان في أفغانستان وباكستان و ان النظام الإيراني بات مستعد للعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة أوسع واكبر مما مضى لمواجهة التيار وقواه المقاومة‘ وهذا ما يفسر أيضا النقاش الذي كان قد دار مؤخراً في البرلمان الإيراني حول المعلومات التي سربتها مصادر أمنية إيرانية لنواب في البرلمان تحدثت فيها عن حدوث اتفاق بين طهران و بعض أطراف حلف الناتو بشأن فتح ميناء جابهار الإيراني أمام تلك الأطراف لنقل مؤن ومعدات عسكرية الى أفغانستان عن طريق إقليم بلوشستان الإيراني .
علما ان حركة جندالله التي تقاتل الحكومة الإيرانية في بلوشستان هي الأخرى تحمل توجهات سلفية وباتت تشكل هاجسا امنيا وسياسيا كبيرا للنظام الإيراني وقد هددت على لسان الناطق باسمها " كمال ناروئي " أنها سوف تعترض مرور تلك المعدات والمؤن العسكرية عبر أراضي بلوشستان ما لم تجرى أطراف حلف الناتو تفاهما معها .
لذا فان زيارة خامنئي لمحافظة كردستان التي كانت محملة بالرسائل السياسية الداخلية والخارجية ‘ قد كشفت عن أمور غاية في الأهمية أولها ‘ ان الرئيس الحالي احمدي نجاد بقي في منصبه لاستكمال الدورة الثانية من رئاسته .
ثانيا ‘ ان طهران داخلة على صراع سياسي حاد مع تركية ‘ وان الأكراد سوف يكونون احد أدوات هذا الصراع .
ثالثا ‘ ان إيران سوف تتخلى عن حلفها مع القاعدة وسوف تشن حرب ضد التيار الإسلامي السلفي مقابل تحالفها مع جماعات اخوان المسلمين والتيار الإسلامي المساير .
رابعا والاهم ‘ان إيران سوف تدخل في مرحلة جديدة من العلاقات العلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية وسوف تشترك معها بحرب كاملة ضد قوى المقاومة وحركة طالبان ‘في كل من العراق وأفغانستان وباكستان .
وما خفي كان أعظم .
صباح الموسوي
كاتب احوازي
هیچ نظری موجود نیست:
ارسال یک نظر