۱۳۸۷ بهمن ۹, چهارشنبه

تحرير القدس يمر عبر احتلال دولة الامارت!

مهما تغيرت الظروف و الشعارات يبقى الهدف واحد ‘ هذا ما تؤكده التجربة والواقع العملي للسياسة الإيرانية ‘ فمنذ تولى رجال الدين السلطة في إيران أصبحت الشعارات أهم الكواشف الأساسية الدالة على فهم النوايا الحقيقية لسياسة هذا البلد الذي لم يرتضي قادته إلا ان يكونوا في صدارة اللاعبين في ساحة المؤامرات الدولية التي تحاك ضد المنطقة‘ حيث لم ترضي غرورهم المكانة التي كانت عليها بلادهم في عهد الشاه الذي كان يوصف بشرطي الخليج ‘ فالشرطي باعتقادهم لا يتجاوز دوره الحراسة على المكتسبات التي يحققها الآخرون و لا يسمح له ان يكون صانعا للمخططات وهذا يخالف طموح و أهداف قادة نظام طهران بكثير‘ فهم يرون ان إيران بما تمتلكه من قدرات ‘ بشرية ومادية وموقع جغرافي وتاريخي ‘ يجب ان لا ينحصر دورها في منصب الشرطي ولهذا فقط سعوا الى مد الدور الإيراني الى ابعد من منطقة الخليج العربي وذلك عبر فتح بوابات متعددة مفاتحيها تصنع في قم وطهران وتعمل بإشارات ورموز مشفرة تصاغ على شكل شعارات جذابة من ضمنها شعار يوم القدس العالمي وغيره من الشعارات البراقة الأخرى التي لا يوجد لها مكانة في عقيدة وإيمان مطلقي هذه الشعارات.
حين قرر قادة النظام الإيراني خوض الحرب مع العراق لكسر أول واهم عقبة تقف في وجه مشروعهم التوسعي ‘كان شعارهم في تلك الحرب " تحرير القدس يمر عبر تحرير كربلاء " ‘ ( وكان لهذا الشعار أثرا إعلاميا وسياسيا في بعض الساحات العربية التي أدمنت على نغمات و الحان الشعارات التي تطلقها بعض الإذاعات العربية التي كانت مهمتها بث أقوى الشعارات وألمعها للتستر على الهزائم والتغطية على الأعمال الدكتاتورية لمعظم الحكام العرب ) ‘ و على الرغم من هزيمتهم في تلك الحرب إلا ان "تحرير كربلاء" قد تحقق لهم بعد ذلك بفضل القوات الأمريكية ولكنهم لم يتخذوها طريقا لتحرير القدس كما كانوا يزعمون وإنما أصبحت كربلاء طريقا لتمدد الإيراني وإشعال المزيد من الفتن الطائفية في العراق و المنطقة .
القادة الإيرانيون الذين اعتادوا افتعال الأزمات مع دول الجوار لتحقيق مآربهم في المنطقة وجدوا ضالتهم هذه المرة في خلافهم مع دولة الإمارات العربية المتحدة حول قضية الجزر المحتلة ليتخذوا منها وسيلة لافتعال أزمة تدخل المنطقة العربية في دوامة جديدة تشغلها على الأزمات السابقة و تحقق لإيران مزيدا من التوسع والنفوذ ‘ ولهذا فقط بدأت إيران مؤخرا بسلسلة من الإجراءات وإطلاق العديد من التصريحات العدوانية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة بلغت حد التهديد بشن الحرب .
و في هذا الإطار فقد صعد برلمانيون إيرانيون من حملتهم ضد ابوظبي حيث هدد النائب - جواد جهانغير زادة - باتخاذ ثمة إجراءات ضد دولة الإمارات‘ من بينها قطع أو تخفيض مستوى العلاقات معها . وطالب وزارة الخارجية الإيرانية بتكليف الشرطة الإيرانية الخاصة بالرعايا الأجانب القيام بأخذ البصمات والتفتيش الجسدي للمسافرين الإماراتيين القادمين لإيران كأحد أنواع الضغوط ضد الحكومة الإماراتية.
أما عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني " برويز سروري " فقد أكد ان البرلمان يدرس إمكانية التخلي عن شركة "اتصالات" الإماراتية لتشغيل الخط الثالث من الهاتف النقال في إيران. مدعيا ان الإمارات تحولت اليوم الى احد مراكز الأزمة الاقتصادية العالمية وإذا لم تقدم الإمارات على إصلاح سلوكها السيئ (...) فإننا سنخفض مستوى علاقاتنا الاقتصادية معها وهذا سيضر بالاقتصاد الإماراتي المتأزم أصلا ‘على حد زعمه.
أما النائب - داريوش قنبري- وهو أيضا عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني ‘ فقد كانت تصريحاته هي الأكثر تصعيدا حيث هدد بإمكانية شن بلاده الحرب على دولة الإمارات في حال استمرت بادعاء ملكيتها للجزر الإيرانية الثلاث حسب زعمه . مذكراً ان الحرب بين إيران والعراق كانت قد وقعت بسبب الخلاف حول ملكية الأراضي ‘ لذلك فان تكرار مطالب الإمارات قد يؤدي الى نشوب حرب بين البلدين .
وبما ان لكل حرب شعاراتها فلا يستبعد ان يكون الشعار الإيراني هذه المرة هو ‘ تحرير القدس يمر عبر احتلال دولة الإمارات العربية المتحدة‘! .
و لكن ربما يعتبر البعض هذه التصريحات لا تعبر عن الموقف الرسمي للنظام الإيراني ‘ ولكننا نرى اعتبارها كاشفا لنوايا هذا النظام و ما تتداوله أجنحته ومراكز قواه المتعددة من أفكار وتصورات تجاه العلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة .
و إذا اعتبر البعض ان ما تقدم لحد الآن‘مجرد مواقف كلامية من قبل بعض المسؤولين الإيرانيين ‘ فإننا نرى يجب ان لا نغفل حادثة مهمة كانت قد جرت قبل شهر تقريبا وقد تمثلت بإعدام طهران لضابط إماراتي كبير رفض التعاون مع المخابرات الإيرانية .
فبحسب التقارير التي وزعتها منظمات حقوقية إيرانية وأخرى سياسية وأكدتها مصادر إماراتية موثوقة ‘ ان السلطات الإيرانية أعدمت في مطلع ديسمبر الجاري في سجن أوين " جلالي شيراني" ( البلوشي ) وهو طيار سابق برتبة مقدم في الجيش الإماراتي‘كان قد جرى اعتقاله قبل عدة أشهر أثناء سفره الى إيران لمعالجة والدته ونتيجة رفضه التعاون مع المخابرات الإيرانية اعدم في إطار الضغط الممارس على دولة الإمارات العربية المتحدة التي بدورها التزمت الصمت إزاء هذه الأمر و كل ما قامت به لحد الآن حسب المصادر الإعلامية الإيرانية هو اتخاذ إجراءات لإخراج عدد من رجال الدين الإيرانيين المقيمين في دولة الإمارات. فبحسب تلك المصادر ان السلطات الإماراتية امتنعت عن تمديد إقامة كل من ممثل مرشد الثورة الإيرانية في الإمارات الشيخ " مختار حسيني " و رجل الدين الايراني الشيخ " كشميري" ممثل آية الله السيستاني في الإمارات .
و لكن هل هذه الإجراءات الإماراتية بمستوى التهديدات الإيرانية؟.
لقد سبق للعراق الذي خاض حربا ضروسا مع إيران ان قام بتسفير وإبعاد العديد من الإيرانيين المقيمين على أراضيه قبيل وقوع الحرب عليه ولكن ذلك لم يكن كافياً لدرء نشوب تلك الحرب أو القضاء على الطابور الخامس الذي كان يعمل لإيران .
لذا فان المطلوب إماراتيا التفكير بإجراءات أكثر جدية و اشد حزماً في مواجهة التهديدات الإيرانية . فالمؤمن لا يلدق من جحر مرتين .
صباح الموسوي
كاتب احوازي
‏26‏/01‏/2009م

هیچ نظری موجود نیست: